عربي ودولي
مسؤول إيراني يؤكد استعداد بلاده للحرب عامين وتعليق قطري للملاحة الجوية
قال مسؤول إيراني رفيع لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن الحرب الحالية قد تستمر عامين وإن بلاده مستعدة لذلك وتسعى لتدفيع واشنطن ثمن الحرب بشكل مباشر.
ورأى المسؤول الإيراني أن الدعوات إلى وقف مؤقت لإطلاق النار هي خدعة تهدف لتقييم مدى استعداد إيران لمواصلة الحرب.
وقال إن "الحرب قد تستمر عامين، ونحن مستعدون لذلك"، وأضاف: "نريد أن تدفع واشنطن ثمن الحرب بشكل مباشر بدل الوقوف خلف إسرائيل من دون أي كلفة".
وأشار المسؤول إلى أن المعنويات في إيران مرتفعة و"المطالبة الهائلة من الشعب الإيراني بضرب إسرائيل غير مسبوقة".
في غضون ذلك، حذرت صحيفة نيويورك تايمز من النتائج الغامضة الناتجة عن الضربات الأمريكية الأخيرة التي طالت ثلاث منشآت نووية إيرانية، الأحد الماضي.
ووفقا لتحليل نشرته المجلة فإن الرئيس دونالد ترمب ادعى أن الضربات الأخيرة ستدفع إيران للمفاوضات إلا أن المؤشرات تحتمل أنها دفعت أمريكا إلى حرب مع طهران.
وأوضح تحليل الصحيفة أن خيارات إيران في حال قررت الرد ستشمل ضرب قواعد أمريكا وسفاراتها وشن هجمات إلكترونية أو شل حركة التجارة العالمية عبر إغلاق مضيق هرمز جزئيا أو كليا.
وأشار التحليل الأمريكي إلى أن التأكد من نجاح تل أبيب وواشنطن في إنهاء الجهود الإيراينة النووية سيستغرق وقتا طويلا، وهو ما سيمنح طهران إمكانية تنفيذ رد انتقامي قوي ومحدود.
في سياق متصل، قللت صحيفة لوفيغارو الفرنسية من تأثير الضربات الأمريكية التي طالت ثلاث منشآت نووية على انهيار النظام، وفي نفس الوقت من قدرة إيران الكبيرة على الرد.
ووفقا لتقرير نشرته الصحيفة فإن الضربات لم تفلح في إعادة إيران لطاولة المفاوضات ولم تظهر أي مؤشرات واضحة على انهيار النظام، إلا أنها جعلت خيارات المرشد الأعلى علي خامنئي محدودة في الانتقام من واشنطن.
وقالت الصحيفة إن المرشد الإيراني معزول في ملجئه تحت الأرض، والضربات الأمريكية جعلت خياراته في الانتقام محدودة، لكنه سيفكر في ردود انتقامية لإنقاذ ماء الوجه، خصوصا وأنه لن يغامر بأعمال تهدد بقاء نظامه.
وعلقت الصحيفة بأن الصبر الاستراتيجي الذي طالما تباهى به خامنئي أضحى الآن مفروضا عليه بحكم الظروف، مشيرة إلى أن ردة فعل إيران تجاه واشنطن غير واضحة حتى الآن.
خلافًا لذلك، قال موقع "إل ميساجيرو" الإيطالي، إن انخفاض عدد الصواريخ الإيرانية الموجهة إلى إسرائيل يشير إلى تحول إستراتيجي نحو الضربات الدقيقة والموجهة بدلا من الاعتماد على الكثافة النارية، مما يمثل تهديدا نوعيا جديدا لأنظمة الدفاع الإسرائيلية، ويعكس تطورا واضحا في تقنيات إيران.
وقال الموقع، استنادا إلى ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مسؤول إيراني، إن الانخفاض الحاد في عدد الصواريخ يعود إلى قرار مدروس من القيادة العسكرية، وليس لنقص في الموارد.
على صعيد آخر، أعلنت دولة قطر إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجوائها ضمن مجموعة إجراءات احترازية تم اتخاذها استنادا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة.
وقالت الخارجية القطرية في بيان "في إطار حرص دولة قطر على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين، تعلن الجهات المختصة عن إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجواء الدولة".
وأكدت الوزارة أن الجهات الرسمية تراقب الوضع عن كثب وبشكل مستمر وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، و"ستوافي الرأي العام بالمعلومات المستجدة في حينها عبر القنوات الرسمية
وكانت السفارة الأمريكية في قطر، أصدرت تحذيرا للأمريكيين في البلاد بـ"البقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر"، مع تصاعد التوترات في المنطقة.
يأتي ذلك وسط تزايد المخاوف من رد إيراني محتمل يستهدف مصالح وأهدافا أمريكية، ردا على الضربات التي شنتها الولايات المتحدة، الأحد، على المواقع النووية الإيرانية.
ميدانيًا، صعّدت إسرائيل هجماتها على إيران بالتزامن مع شن طهران هجوما وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"الأطول" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على إيران.
فقد أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية رصد إطلاق 5 موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية من شمال إسرائيل إلى جنوبها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن التقديرات تشير إلى إطلاق 15 صاروخا إيرانيا خلال الهجوم.
وتسبب الهجوم الإيراني في انقطاع الكهرباء عن مناطق بإسرائيل، واعترفت شركة الكهرباء الإسرائيلية بإصابة إحدى منشآتها الإستراتيجية في جنوب البلاد.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف 6 مطارات بوسط وشرق وغرب إيران، كما أكد أنه عطّل قدرة تلك المطارات التشغيلية، ودمّر 15 طائرة ومروحية قتالية إيرانية بطائرات مسيّرة.