عربي ودولي
غزة.. أكثر من 100 شهيد وأزمة الجوع تشتد مع استمرار المجازر الإسرائيلية
يستمرّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ652 على التوالي، وسط تفاقم كارثي في الأوضاع الإنسانية واشتعال أزمة التجويع التي تحصد مزيدًا من الأرواح في القطاع المحاصر.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة باستشهاد أكثر من 100 فلسطيني منذ فجر اليوم السبت جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 36 شهيدًا من طالبي المساعدات الإنسانية الذين كانوا يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع الإغاثة الغذائية شمالي القطاع. يأتي ذلك في وقت تشتد فيه أزمة الجوع، حيث أضحت طوابير البحث عن الطعام مشهدًا يوميًا مأساويًا.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة جنديين إسرائيليين بجروح حرجة في خان يونس جنوبي القطاع، في ظل أنباء عن «حدث أمني» لم تُكشف تفاصيله بعد.
ميدانيًا، بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، مقاطع مصوّرة لعمليات نوعية استهدفت قوات الاحتلال شمالي القطاع، وأظهرت المشاهد تفجير آليات عسكرية وقتل عدد من الجنود الإسرائيليين.
حراك سياسي متعثر
سياسيًا، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن تل أبيب تدرس إرسال وفد رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن صفقة تبادل أسرى، وذلك إذا أبدت الحركة استعدادًا لمناقشة ما يُعرف بـ«مفاتيح الصفقة».
وتأتي هذه التحركات وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء ملف المحتجزين في غزة.
في سياق متصل، وصف السيناتور الأمريكي الديمقراطي كريس فان هولين طلب جهاز الموساد الإسرائيلي من واشنطن دعم خطة تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من غزة بأنه «شنيع ومثير للاشمئزاز»، مؤكدًا أن أي انخراط أمريكي في هذا المشروع يُعدّ تواطؤًا في عملية ترقى للتطهير العرقي. ووفقًا لموقع «أكسيوس»، فقد زار مدير الموساد ديفيد برنيع واشنطن هذا الأسبوع سعيًا لتأمين دعم أمريكي لجهود إقناع دول باستقبال مهجّرين فلسطينيين.
تحذيرات إنسانية متصاعدة
إنسانيًا، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الهجمات الإسرائيلية والحرمان الجماعي للسكان باتا «واقعًا طبيعيًا» في غزة، مشيرًا إلى أن كل يوم يجلب المزيد من الوفيات التي كان يمكن الوقاية منها، وحالات نزوح جديدة، وتفاقم اليأس في أوساط المدنيين.
ولفت المكتب إلى تلقي تقارير «مقلقة للغاية» عن إدخال أطفال وبالغين يعانون من سوء تغذية حاد إلى مستشفيات لم تعد تمتلك الإمكانيات الطبية الكافية لعلاجهم.
وكانت اندلعت الحرب الحالية في غزة في أكتوبر 2023 عقب هجوم نفذته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، لتردّ إسرائيل بعملية عسكرية غير مسبوقة تعد بنظر الكثيرين بمثابة "إبادة جماعية".
وخلال الأشهر الماضية، استهدفت إسرائيل معظم مناطق القطاع بما في ذلك مناطق الإيواء والمستشفيات، ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
كما فرض الاحتلال حصارًا خانقًا حدّ بشكل كبير من دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، في ظل تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من مجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
وتسببت الحرب أيضًا في تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح أكثر من مليونَي فلسطيني يعيشون أوضاعًا مأساوية في مراكز الإيواء والمناطق المفتوحة، وسط فشل متكرر للجهود الدولية في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.