عربي ودولي
توكل كرمان: التنمية المستدامة لم تعد خيارا سياسيا بل ضرورة وجودية
قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن التنمية المستدامة لم تعد خيارا سياسيا، بل ضرورة وجودية تحدد مصير الإنسانية.
وأكدت خلال كلمة لها في تايوان أن المستقبل لم يعد أمرا يمكن تأجيله، بل مسؤولية يجب أن يتحملها الجميع، من الحكومات والشركات إلى الأفراد.
وأوضحت أن التنمية المستدامة تعني تحقيق التوازن بين حاجات الحاضر وحقوق الأجيال القادمة، مشددة على أهمية بناء اقتصاد قوي دون الإضرار بالبيئة، وضمان شمولية المجتمع والعدالة الاجتماعية، وتوفير الموارد الأساسية لكل إنسان.
وأضافت أن التحديات المناخية الحالية، بما في ذلك الاحتباس الحراري وفقدان التنوع البيولوجي، تجعل التحول إلى الطاقة المتجددة أولوية ملحّة.
كما أشارت إلى أن تايوان تمثل نموذجا في مواجهة هذه التحديات، لا سيما في الابتكار التكنولوجي والطاقة المتجددة.
وأكدت كرمان أن الأجيال الجديدة تمتلك أدوات غير مسبوقة، مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لتشكيل عالم أكثر عدلا وإنسانية، داعية إلى مواجهة الفساد والمطالبة بالشفافية وبناء نماذج تنمية قائمة على العدالة والمساءلة.
وتابعت أن حماية الديمقراطية وحماية البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية مترابطة، وأي تأخير في التحرك نحو الاستدامة يعرض كوكب الأرض لمخاطر كارثية.
واعتبرت أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالناتج المحلي، بل بكمية الكرامة والأمان والفرص والأمل في حياة الناس اليومية.
وقالت: "التنمية المستدامة تعلمنا أن لا عدالة بلا مساواة، وأن لا تقدم بلا حقوق، وأن لا استقرار بلا إنهاء الفقر، ولا سلام بلا محاسبة الظالمين".
وأوضحت أن محاربة الفقر وتمكين النساء ودعم التعليم والصحة ليست شعارات فارغة، بل شروطًا للاستقرار والازدهار والسلام.
وشدّدت على أن الديكتاتورية والحرب أعداء التنمية، وأنه لا يمكن بناء اقتصاد في بلدٍ يحترق، ولا عدالة في بلدٍ منهوب، ولا بيئة نظيفة في أرضٍ تُحكم بالاستبداد والإرهاب والقمع.
وأكدت أن الديمقراطية تصبح هنا شرطًا أساسيًا للتنمية المستدامة، فهي ليست رفاهية، بل أساس الازدهار والأمن والإبداع، حسب تعبيرها.