مقالات

عبث الحرب بالمستقبل!

23/11/2023, 08:35:44

سنوات طويلة يطوبها الزمن بشكل غير معقول وخرافي من أعمار اليمنيين جميعاً بلا استثناء، ما عدا تجار الحروب، الذين  وجدوا أنفسهم في بحر من الرفاهية والحياة الباذخة، وجمع أكبر قدر من المال لهم ولأحفاد أحفادهم من جميع أطراف الحرب، ويظل الإنسان اليمني المسالم والمواطن والموظف والطالب وأجيال من الأطفال يواجهون لعنات الحرب وويلاتها.

أمسى الثمن المدفوع باهظاً وغالياً ومرتفع الكلفة، حتى بالنسبة على الأجيال القادمة من اليمنيين، ونحن نتخطى عقدا من الزمن وأكثر منذ توقفت عجلة الحياة في اليمن، من حيث كل ما يتعلق بالمستقبل والإنجازات، وقد أكلت الحرب وتجارها كل شيء: الإنسان، والاقتصاد، والتعليم، والصحة، والمستقبل كله، لقد ارتطمت كل أحلام اليمنيين بهذه الحرب اللعينة، وتطلعات الشعب بكل فئاته ومكوناته، وتوقفت عجلة الحياة المرتبطة بالمستقبل، فلا تعليم حقيقي، ولا صحة، ولا أطباء، ولا معلمين، ولا كوادر مؤهلة.

الخدمة المدنية توقفت عجلة العمل فيها، ومخرجات التعليم في كافة التخصصات أضحت بطالة كبيرة، إضافة إلى أكبر بطالة تشهدها دولة لا تعرف من يحكمها بالضبط، مع انهيار كامل لمؤسسات الدولة في طول البلاد وعرضها، وليست فقط في مناطق صنعاء.

موظفون بلا رواتب منذ سنوات طويلة، ويعملون بالسخرة، وبالترغيب والترهيب والرعب الوظيفي، وتحولّت البلاد وكوادرها إلى متسولين محكومين بقوة السلاح والإخفاء، وحكام من اللصوص وقطاع الطرق، لا تعرف من يحكم البلاد، ولا حقيقة الاقتصاد، ولا سبب بقاء العملة ثابتة، بل وقيمتها ترتفع، وأسعار السلع تزيد أضعافاً، في أكبر غرائبية تحدث في اقتصاد نصف البلاد، وتضخم اقتصادي مُرعب في النصف الآخر من البلاد.

في ظل حكومة الشرعية الرخوة، الفساد يضرب كل مكونات نصف الدولة الرخو، من العلبة الزبادي إلى دبة البترول، وفي النصف الآخر الفساد واللصوصية، ونهب مرتبات موظفي الدولة لسنوات طويلة، وتجويع ملايين اليمنيين بكل بساطة وجرأة، وانعدام الضمير بل وموته.

أين يذهب اليمنيون للبحث عن المستقبل؟

في كوكب المريخ، أم في مختلف بلاد العالم ؟!

لقد حلُم المهاجرون اليمنيون الأوائل بالعودة إلى الوطن بعد أن شتت شملهم السفر والرحيل؛ بسبب الإمامة التي كانت تلفظ أنفاسها بداية القرن العشرين مع رحيل الأتراك، بعد أن جثمت فوق صدور اليمنيين لما يقارب سبعمئة سنة وأكثر.

وضحَّى المهاجرون اليمنيون -في سبيل قيام ثورة تكنس الطائفية والسلالية والفساد والسُخرة إلى مزابل التاريخ- بأغلى ما يملكون في سبيل تحرر الأجيال القادمة من أبناء اليمن، ولكن ماذا كانت النتيجة؟

أما اليوم، ونحن ننظر إلى مستقبل أبنائنا، وننظر إلى رفاقنا في الحياة، التي عشناها، وهم يغادرون الدنيا، وعيونهم مليئة بالدموع والحسرات، وما أكثر الذين ماتوا قهراً على مستقبل اليمن.

منذ قامت الحرب، وتجزأت اليمن كنايةً أو مجازاً، وتقطَّعت أوصالها، غادر اليمن عشرات الآلاف من الكوادر، التي كان اليمن قائماً على أكتافها كدولة بكل مؤسساتها، وإن شابها بعض القصور، والكثير من الفساد المالي والإداري كأي دولة في العالم الثالث، سواء كانوا سياسيين أو اعلاميين أو اقتصاديين أو تجارا ورؤوس أموال نجوا بجلودهم من محرقة الفساد، والنهب، واللصوصية، والجبايات، والفوضى العابرة للقارات.

اليوم عندما نرى ونسمع، ونقرأ ونشاهد الكوادر التي تتحكم بمصير الدولة، ومصير الشعب، ومصائر الأجيال القادمة، لا ندري هل نبكي أم نضحك؟!

هل هذه مأساة أم ملهاة، التي نعيشها في اليمن؟!

اليوم لدينا حكام يعتقدون بأنهم سيصرفون حقوق الموظفين، وينهضون بالبلاد من جيوبهم وأموالهم، التي توارثوها كابراً عن طابر، وسلالي عن سلالي.

مقالات

الحرب والسلام في اليمن.. من يضع النهاية الأخيرة للصراع؟

في حراكٍ سياسيٍ لليمنيين، ملحوظٍ في أكثر من عاصمةٍ عربية وغربية، لما بقي من الدولة، والقوى والنخب السياسية المبعثرة في الداخل والشتات، يسعى البعض إلى استغلال الضغط الهائل الذي وفرته الحملة العسكرية الأمريكية على "جماعة الحوثيين" أملاً في إقناعها بالتخلي عن تحالفها مع إيران، والقبول بالعودة إلى الداخل

مقالات

أحمد قايد الصايدي كعالم ومفكر

الدكتور أحمد قايد الصايدي رجلٌ عصامي، بنى نفسَه بناءً مُحكَمًا ومتينًا. منذ الصبا رحل من قريته (البرحي)؛ إحدى قرى عزلة بيت الصايدي بمحافظة إب، التي تلقى فيها تعليمَه الأولي، ثم رحل عنها بداية العام 1954 إلى المستعمرة عدن، ودرس فيها تعليمه الأساسي، الابتدائي والإعدادي، وواصل تعليمَه الثانوي في مصر وسوريا بداية الستينيات.

مقالات

صوت أمل.. لا يُطفئه الزمن

تختزل الفنانة أمل كعدل الفكرة الأعمق حول الفن بكلمات بسيطة وتلقائية. لا تترك لك شيئاً لتقوله ، أكثر مما لمسته بخفة أنيقة، وكأنها تلخص جوهر الفن وفكرته الرفيعة:

مقالات

مجلس القيادة الرئاسي والأسئلة التاريخية (3/2)

السبب الثالث: نستطيع القول إنه إذا كان مجلس القيادة الرئاسي قد تشكل من أغلبية أعضاء كانوا يقفون في الواقع على رأس تشكيلات عسكرية في المناطق المحسوبة على الشرعية، ضف إلى ذلك أنه احتوى مجلس القيادة على عضوية طارق وعيدروس، اللذين كانا يمارسان فعلهما السياسي والعسكري خارج سلطة الرئيس هادي، ثم أصبحا - على إثر مؤتمر الرياض - عضوين في مجلس القيادة الرئاسي، الذي أصبح رأس سلطة الشرعية المعترف بها دوليًا.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.