تقارير

حوالات مخفية ومنسية بمليارات الريالات.. من المسؤول عنها؟

04/02/2023, 09:34:08

بعد الكشف عن آلاف الحوالات المنسية، قال البنك المركزي اليمني إنه أعلن، وبشكل مبكِّر، عن ضوابط تنظيمية لعمل شبكة الحوالات.
وأضاف، في بيان صدر عنه، أن تلك الضوابط تستوجب قيام شبكة  الحوالات باتخاذ الإجراءات اللازمة كالاتصال الهاتفي والرسائل النصية، وغيرها من الإجراءات التي تكفل عدم ضياع حقوق العملاء، والالتزام، بتسليم حوالات المواطنين في أي وقت.
وفي مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، شكا مواطنون من رفض شركات الصرافة تسليم حوالاتهم بالعملات الأجنبية، وباستغلال فارق الصرف لصالح ملاك الصرافة.

- أمر مؤسف

يقول الخبير الاقتصادي، عبدالسلام الأثوري: "إن ما حصل أمر مؤسف، خصوصا أن حجم مبالغ الحوالات المخفية والمنسية وأيضا المهملة ليس بالقليل، واستغرب أن تكون هذه الحوالات بهذه الكميات والمبالغ الهائلة جدا".

وأضاف: "شركات الصرافة أصبحت في محل شك من مصداقية تعاملاتها؛ كونها الطريق الوحيد لتحويل الناس حوالاتهم من الخارج، وما بين المحافظات اليمنية المختلفة، والوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها اليمنيون في تحويل أموالهم لأهاليهم وأسرهم وأصدقائهم، وفي تجارتهم".

وأشار إلى أن "هذه الأموال، التي يتم إهمالها ووضعها في حافظات خاملة تستفيد منها شركات الصرافة وتستخدمها في استثماراتها الخاصة، بعيدا عن دفعها للناس، تأتي نتاج لحالة عجز أو ربما حالة فشل لنظام الصرف الذي تعتمد عليه شركات الصرافة، أو الذي كانت تعتمد عليه".

وأكد أنه "يجب على هذه الشركات أن تعتمد على وسيلة أساسية لإيصال المعلومة للمعني والمستفيد من هذه الحوالات".
وأوضح أن "هناك عجز في نظام الصرف، وهذا الذي يجعل الموظفين لا يلتفتون أو لا يهتمون بشكل أساسي، للتواصل مع الناس"، مشيرا إلى أنه "في فترات سابقة كان يفترض من شركات الصرافة أن توصل الأمر للمعني عبر رسالة وتنبيه حتى يعرف المستلم، فالكثير من المغتربين في الخارج يقومون بإرسال الحوالات، ويعتمدون على الشركات في إبلاغ المستفيدين بها، وهذه الخدمة فيها قصور جدا".

وتابع: "هناك أيضا أشخاص يموتون قبل استلام الحوالات، ولا أحد يلتفت لها، وأحيانا ترسل للشخص دون معرفة أقاربه بأن لديه حوالة، وكثير من الناس يعتقلون دون أن تصل إليهم هذه المعلومات، مما يجعل هذه الحوالات تستثمر من قِبل شركات الصرافة".

واعتبر أن "نتيجة لكثرة الحوالات يحاول الصرافون وشركات الصرافة عدم الاهتمام في مسألة متابعة المعنيين، لكن جاءت لهم المفاجأة من المليشيات التي وجدت نفسها أمام فرصة لتحصيل الأموال، ربما ستصادرها، وستستولي عليها؛ بحكم أنها صاحبة الولاية، باعتباره أنه أصبح مالا ضائعا".

ويرى أن "الإشكالية الآن بأن نظام الحوالات أصبح مكشوفا وقائما على فجوات كبيرة جدا يؤدي إلى مسألة ضياع أموال الناس، وخصوصا أن الناس في الأرياف، والكثير منهم يقومون بتغيير جوالاتهم في نفس الفترة".
وأكد أن "محلات وشركات الصرافة هي المسؤولة عن ضياع أموال الناس، حتى وإن صادرتها مليشيا الحوثي، حتى وإن كان مرسلو الحوالات أيضا مساهمين في المشكلة؛ كونهم لم يبلغوا المستلمين، لكن على شركات الصرافة أن تتعامل بكل شفافية ووضوح، وعدم إبقاء أي حوالة لفترة زمنية معينَّة، إما من خلال إبلاغ المستلم أو المرسل".

- أرقام مرعبة

من جهته، يقول الصحفي الاقتصادي، وفيق صالح: "إن هذه الاختلالات الكبيرة، التي حدثت في إرسال الحوالات المالية للمواطنين في الداخل، من قبل منشآت وشركات الصرافة والتحويلات، حدثت بسبب أن هذه الشركات أنشئت بعيدا عن رقابة البنك المركزي، وعن القوانين المصرفية النافذة في البلد، وانتشرت بكثرة".

وأضاف: "ما حدث يمثل جريمة كبرى بحق المواطنين، لأن الأرقام، التي نشرت، مرعبة بالفعل، فإذا كانت شركة صرافة واحدة لديها أكثر من 64 ألف حوالة متأخرة، وغالبيتها من العملات الصعبة، فما بالك ببقية شبكات ومحلات الصرافة الأخرى؟".
وأوضح أن "هناك 20 شبكة حوالات رئيسية تتواجد مراكزها الرئيسية في صنعاء، لذا الأرقام ستصل إلى معدلات فلكية، والمبالغ ستكون مهولة، وستشكل موارد كبيرة من النقد الأجنبي".

ولفت إلى أن ما قبل 2017، كانت شبكات التحويل وموظفو الصرافة والصرافون هم من يستولون على هذه الحوالات المتأخرة أو المعلقة، وفي 2017م، انتبهت مليشيا الحوثي عبر البنك المركزي التابع لها، وأصدرت تعميما لكافة منشآت الصرافة بعدم صرف أي حوالة مالية يعدي عليها أكثر من شهر، ويتم تحويلها مباشرة إليها"، معتبرا أن "ما حدث مؤخرا يأتي نتيجة الصراع على هذه الأموال، لأنها مبالغ تثير الأطماع والصراع".

تقارير

بائع الفاصوليا.. مشروع شاب يعرف زبائنه من أصواتهم

إذا اعتقدت بأن الحياة خذلتك في جانب معيّن، عليك أن تنظر ماذا فعلت الحياة مع "ياسر ثابت"، وكيف واجهها، ولم يعرف الاستسلام؛ كونه متسلحا بالأفكار، فمن لديهم الأفكار والهمم؛ سيعيشون لأجل تنفيذها، ويظلون يحاولون حتى يعثروا على الطريق.

تقارير

"حيث الإنسان" يساعد عشرات الأطفال في مأرب على الوقوف والسير من جديد

يحكي برنامج "حيث الإنسان"، - الذي تدعمه وتموِّله مؤسسة "توكل كرمان"- قصة أب لا يعرف الاستسلام، وقد صنع عالما أجمل لمجموعة صغيرة من الأطفال، بينهم طفله، بتأسيس مركز تأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة مأرب، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي لليمن.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.