أخبار سياسية
رغم وقف الهجمات الحوثية.. شركات الشحن تتريث في العودة إلى البحر الأحمر
حذر خبراء في قطاع النقل البحري من التسرع في استئناف الملاحة التجارية عبر البحر الأحمر، رغم إعلان مليشيا الحوثي تعليق هجماتها على السفن.
وبحسب موقع «Splash247» المتخصص في شؤون الشحن، جاء الإعلان الحوثي في ختام رسالة وجّهها رئيس أركان قوات الجماعة الجديد، يوسف المداني، إلى كتائب القسام.
وأشار المداني في الرسالة إلى تعليق الهجمات البحرية "مؤقتًا"، محذرًا من أن استمرار الحرب في غزة قد يدفعهم إلى "استئناف العمليات العسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وكانت الهجمات الحوثية قد تسببت في مقتل ما لا يقل عن 9 بحارة وغرق أربع سفن، ما أجبر شركات النقل على تحويل مسارات التجارة العالمية عبر طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، ما رفع تكاليف الشحن وأطال زمن الرحلات.
وقال مستشار الشحن الدنماركي، لارس ينسن، الذي يوثّق تطورات الأزمة في البحر الأحمر منذ 724 يومًا، إن الحوثيين سبق أن أعلنوا وقفًا لإطلاق النار مطلع هذا العام، لكنهم استأنفوا هجماتهم مع تجدد القتال في غزة، مضيفًا: «من المبكر تفسير الهدنة الحالية على أنها مؤشّر لعودة وشيكة لخطوط الشحن إلى المنطقة».
بدورها، أشارت مجموعة من المحللين في بنك SEB السويدي إلى أن «حالة عدم اليقين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ما تزال مرتفعة»، مؤكدين أنهم لا يتوقعون «تحسنًا سريعًا في حركة الشحن التجاري».
وقال بيتر ساند، كبير المحللين في منصة «Xeneta» لتحليل بيانات النقل البحري، إن «تفاصيل الإعلان الحوثي غامضة، ولا يمكن التعويل على وعود ميليشيا مسلحة لضمان سلامة الطواقم والسفن والبضائع»، مضيفًا أن شركات التأمين "بحاجة إلى ضمانات أقوى بكثير".
ورغم أن شركة الأمن البحري البريطانية «أمبري» أشارت إلى زيادة طفيفة في عبور السفن لمضيق باب المندب خلال الأيام الماضية، فإن معظم شركات الملاحة ما تزال مترددة في العودة الكاملة إلى المسار التقليدي عبر قناة السويس.
وأظهر تقرير لمؤسسة «كلاركسون للأبحاث» أن استمرار تحويل مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح زاد الطلب على النقل البحري (بحساب الأميال الطنية) بنسبة 10.7% بالنسبة لسفن الحاويات، و6.8% لناقلات السيارات، و5.4% لناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وحذر محللو «ألفالاينر» من أن «عودة واسعة النطاق إلى خطوط البحر الأحمر لن تكون قريبة، لأنها تتطلب إعادة هيكلة شاملة لشبكات التحالفات الملاحية الكبرى»، مؤكدين أن شركات الشحن «لن تقدم على هذه الخطوة قبل التأكد من استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة بشكل مستدام وليس مؤقتًا».
وأظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية التي جمعتها مؤسسة «SEB» أن حركة السفن التجارية عبر خليج عدن انخفضت بنسبة 47% منذ مطلع العام مقارنة بالفترة نفسها من 2023، فيما تراجعت حركة العبور في قناة السويس بنسبة 53% خلال الفترة ذاتها.